الخميس، 17 سبتمبر 2015

بائع البالونات

منذ عدة سنوات مضت، كان أحد باعة البالونات يقف لبيع بالوناته في شوارع مدينة ‫‏نيويورك‬. و عندما كان الطلب على بالوناته يقل و يتضاءل، كان يقوم بإطلاق إحدى البالونات في الهواء. و بينما كان البالون يسبح في الهواء، كان حشد جديد من المشترين يتجمع حوله. 
و يزدهر عمله مرة أخرى لبضع دقائق. كان الرجل يقوم بتبديل ألوان البالونات التي يطلقها، فيطلق أولاً بالوناً أبيض، ثم آخر أحمر، و فيما بعد، يطلق بالونا أصفر. 
و بعد مضي بعض ‏الوقت‬، جذبه أحد الصبية الأمريكيين من أصل أفريقي من معطفه، و نظر في عينيه مباشرة، و سأله سؤالاً مؤثراً للغاية. قال الفتى: " سيدي، لو أنك أطلقت بالوناً أسود اللون، فهل سيرتفع لأعلى ؟".
و نظر بياع البالونات إلى الصبي الصغير بعطف و شفقة، و أجابه بحكمة و تفهم: " يا بني، إن ما بداخل هذه البالونات هو ما يجعلها تطير و ترتفع ".
في الواقع، لقد كان الصبي محظوظاً أن قابل رجلاً لا تقتصر رؤيته على ما يراه بعينيه فحسب. فبعينين سليمتين، يمكنك أن ترى بحيث تستطيع المشي أو الجري، أو العمل، أو اللعب. و لكن الشخص الذي يستطيع أن يرى بقلبه و عينيه معاًَ، يمكنه بالإضافة إلى ذلك أن يشعر و يلمس روح ‫‏إنسان‬ آخر و يكشف الخير الذي يكمن بداخل قلبه.
نعم، لقد كان بائع البالونات " محقاً ". و أنا أيضاً " محق " عندما أقول إن ما بداخلك هو ما سيجعلك تطير و ترتفع.

أراك على القمة
زيج زيجلر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق